يا جنوبي افتخر أنت يمني

يمنات
مما لا شك فيه أن أبناء المحافظات الجنوبية تعرضوا ومازالوا لأبشع أنواع الظلم والقهر والحرمان، كثمن لحملهم حلمهم الكبير ببناء وطن يسوده العدل والأمان ،وطن يتسع لكل اليمنيين، وطن يتساوى فيه كل اليمنيين أمام القانون، وليس هذا الوطن الذي يقطنه شيخ متعجرف وعبيد للشيخ مضطهدين، ليس هذا الوطن الذي يقتل فيه أمان والخطيب على أيدي مرافقين أو مقربين لشيخ دون أن تتخذ الحكومة أي إجراء لإنصاف أهالي الضحية..
افتخر يا جنوبي فأنت من قدم كل التنازلات لأجل وحدة وعزة هذا الوطن، فلا تيأس لأن هذه التنازلات محفورة في صدر أخيك الشمالي الذي يحمل نفس الهم الذي تحمله، إنسى ما يفعله المتعجرفين والمتغطرسين ليقتلوا حب الوطن في قلبك وقلبي، فهؤلاء لا يهمهم وطن ولا يفكرون بمستقبلة أو بمصلحة مواطن جنوبي أو شمالي، بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية ومشاريعهم الاستثمارية ليعيشوا في رخاء بامتصاص دمك ودمي..
فلك الفخر يا جنوبي أنك يمني حملت مشروع بناء دولة يمنية حديثة يعيش في ظلها كل اليمنيين من صعدة إلى المهرة، وفضحت بمشروعك هذا كل تجار الحروب ومصاصي الدماء لينكشف الحقد المدفون في قلوبهم على اليمن واليمنيين البسطاء ويظهر كرههم ووقوفهم ضد أي تقدم أو رخاء تحلم به أنت وأنا..
فلا ينكر وحدويتك يا جنوبي إلا من يريد الإنفصال، ولا يريد أن تتقدم اليمن إلى الأمام خطوة واحدة، فأنت من أشترط الحرية والديمقراطية لكل اليمنيين، بعد أن كان اليمني لا يستطيع التنفس بحرية، ومازال اليمنيين ينعمون بهذا الشرط، رغم محاولات أعداء الحرية والحياة لتشوية هذا الشرط عبر تحالفهم القبيح ضدك وضدي..
فيا جنوبي افتخر أنت يمني ولا تنساق وراء من يحاول إجبارك على إنكار هويتك اليمنية، وأشبك يدك بيدي لننفض عن وطننا غبار التخلف الذي يقوده التحالف (العسقبلي)، فإن عجزت أنت وأنا في إسقاط وردم مؤامرة هذا التحالف، فسأكون أنا وأنت بعدها في صف واحد لصنع فجر جديد ليمن جنوبي حر خال من كل الأفكار المتخلفة التي أرغمتك على السير في هذا الطريق، وسأردد معك: (لا عاد با وحدة ولا أني وحدوي)، وأعاهدك بأن أكون في الشمال متشدد للانفصال أكثر من تشددك للوحدة، وبالذات لو أستمرت هذه القوى المتحالفة باستعلائها ورفضها الاعتذار عما ارتكبته من جرائم بحق الوطن والمواطن اليمني.